الثورة الهادئة للنساء المسلمات.

التاريخ: ١٣ / ١٢ / ٢٠١٢
 
... الثورة الهادئة للنساء المسلمات د. نورة خالد السعد / أكاديمة وكاتبة | ١٣/١٢/٢٠١٢
أن الدور الذي تقوم به المرأة المسلمة في الغرب بدا يعزز فعالياته سواء علي المستوي الأدبي العلمي أو علي مستوي العمل المؤسسي . والتأكيد هنا يأتي عكس التيار الذي تبرمج منظمات المرأة في الغرب الذهنية الإعلامية العالمية حوله والذي غالبا لا يتجاوز المناداة بحقوق النساء ولكن أي حقوق ؟ الحقوق من وجهة نظر الأمم المتحدة وما تنادي به هيلاري كلينتون التي تري أن وضع المرأة في العالم ليس فقط "قضية عادلة إنها مسألة سياسية واقتصادية واجتماعية ملحة " .وتطالب أن نقول معها بصوت واحد إن تقدم المرأة يوازي تقدم البشرية وتقدم البشرية يوازي تقدم المرآة وذكرت كلينتون إن "المرأة عنصر أساسي لمواجهة أي تحد نواجهه الدول ". وأضافت "لا يمكن للعالم أن يحقق تقدما مستداما إذا لم تحصل المرأة على حقوقها ".وأيضا جميعنا لااْعتراض لدينا علي هذه النداءات شريطة ان تكون هذه الحقوق لا انتقائية فيها فما تطالب به للنساء من حرية وعدالة والخ يجب ان تنعم به جميع النساء في فلسطين والعراق وأفغانستان والآن سوريا طالما انها تري : إن "قمع المرأة تهديد مباشر لأمن الولايات المتحدة ". عبارات فضفاضة علي ارض الواقع تبهت الامن مناداة بمنع الختان ومنع زواج الصغيرات !! ولكن أي صغيرات ؟ ومنع العنف ولكن ايضا أي عنف – وقد شرحت في مقالتي السابقة عنه –

لهذا نجد أن النساء المسلمات في الغرب عموما الان يعملن في دوائر أخري تعزز منظومة المرأة المسلمة فهاهي أستاذة مسلمة ستحصل علي جائزة امريكية على كتابها الذي يناقش زيادة ميل النساء المسلمات لارتداء الحجاب. حيث أشارت صحيفة واشنطن بوست أنه سيتم منح الأستاذة ليلى أحمد بجامعة هارفارد جائزة جامعة لويزفيل Grawemeyer في مجال العلوم الدينية. يذكر أن جوائز Grawemeyer هي عبارة عن خمس جوائز تقدم سنوياً من قبل جامعة لويزفيل، وتمنح في خمس مجالات وهي: ألتعليم ألتأليف الدين، علم النفس، والأفكار التي تساعد على تحسين النظام العالمي وسيتم منح الجائزة للأستاذة المسلمة تقديراً لكتابها الذي أصدرته في عام ٢٠١١ باسم "الثورة الهادئة: نهضة الحجاب من الشرق الأوسط إلى أمريكا “A Quiet Revolution: The Veil’s Resurgence, from the Middle East to America”، حيث قامت من خلال الكتاب بتوضيح الأسباب وراء ميل النساء المسلمات المتزايد لارتداء الحجاب.

وكانت ليلى أحمد، البالغة من العمر ٧٢ عاما، تعتقد أن الأمر يرجع إلى الإسلام ألأصولي لكنها اكتشفت أن النساء المسلمات يرغبن في ارتداء الحجاب تأكيداً لهويتهن وبصفته رمزا للنضال. وأضافت أنهن يبحثن عن طريقة يعبرن من خلالها عن فخرهن بالإسلام، وأنه لا يجب على العالم أن يكون متحيزاً ضد المسلمين.كما وجدت الأستاذة ألمصرية أن بعض النساء ارتدين الحجاب لإثارة النقاش في مجتمعاتهم حول أنماط لباسهن، بالإضافة إلى إثارة بعض المفاهيم ألأخرى مثل: العدالة ألاجتماعية والتمتع بكافة المزايا والخدمات. لكن معظم النساء ارتدين الحجاب لأنه فرض يأمرهن به الله عز وجل، وفق البحث الذي أعدته الأستاذة ليلى، والتي سبق لها أن ألفت العديد من الكتب حول المرأة والإسلام.
في الجانب الآخر نجد أن المسلمين بولاية فيكتوريا الاسترالية قاموا بتنظيم يوم "الشريط الأبيض"، وهو فعالية اجتماعية دينية، تنادي بطرق وقواعد لحماية حقوق المرأة والأطفال من وجهة نظر أسلامية وهو ما يعكس دعم الإسلام للعلاقات الأسرية المحترمة.

وفي هذه ألمناسبة قال الشيخ نديم حسين (رئيس المجلس الإسلامي في فيكتوريا) "من المهم أن تجرى المحادثات على مستوى المجتمع ألمحلي وتعزيز المشورة النفسية والروحية لمن قام بالاعتداء والمعتدي عليه على حد سواء"
وقد تم تنظيم الفعالية من قبل المجلس الإسلامي في فيكتوريا ومؤسسة شباب فيكتوريا برعاية من مؤسسة الثقافات المتعددة الأسترالية.

وتعكس الفعالية الإسلامية التزام المسلمين في أستراليا بمعالجة وحل مشكلة العنف ضد المرأة والأطفال من وجهة نظر أسلامية معززة الحقوق الحقيقية للمرأة والطفل.
وقد شارك في الفعالية عدد من المتحدثين، من بينهم الرئيس السابق للمجلس الإسلامي في فيكتوريا رمزي السيد، والشيخ عبد النور، ومديرة Benevolence سارة الصباغ، وممثلي المجلس الإسلامي في فيكتوريا رنا حسين، ومايكل ستابلتون.
كما حضر فعاليات الحدث مدير حملة الشريط الأبيض مواري مكلنيس. وقام أعضاء اتحاد الطلاب والشباب المسلمين الأستراليين برعاية المزاد العلني لدعم السلع الخاصة بالحدث، والتي شملت غطاء الرأس ألأبيض والكنب والسيد يهات الخاصة بالإسلام وتعاليمه.
أذا نحن أمام فعاليات استقلت عن تأطير الأمم المتحدة وصكوكها التي تتناقض احيانا مع مفاهيمنا الاسلامية ومصطلحاتنا احقوقية لحماية البناء الأسري , والتي للأسف تهتم بها بعض الملتقيات لدينا الخاصة بمواجهة الإيذاء للأطفال أو النساء . بدلا من استخلاصها من تشريعاتنا الاسلامية .
 
الأكثر شعبية المشاركات